شيرين أبو عاقلة - بأي ذنب قُتلت؟
ا لخامسة وخمس وعشرون دقيقة صباحا بتوقيت لندن الصيفي وقد قرر النوم أن أربع ساعات تكفي. علاقتي بالنوم مضطربة؛ وأكثر اضطراباً بما يعرف بوسائل "التواصل الاجتماعي". أجمد حساباتي عليها ولا أقوى على محوها. لا تواتيني الجرأة على شطب ما بات توثيقاً لحياتي رغما عني. ألتقط الهاتف في استحياء من نفسي التي عاهدتها بألا افعل ذلك ثانية في مثل هذا الوقت غير الصحي. ورأسا - وكأنه كان مختبأً لينقض علي - يطالعني سطر واحد نشرته صديقةْ فيسبوك - زميلة سابقة في الجزيرة: "مقتل شيرين أبو عاقلة" سأقر ها هنا أن أول خاطرة داهمتني كانت أن شيرين أكبر من أن تموت هكذا. وأعني بالكبر المقام والشهرة وطول فترة الوجود على الساحة. كيف تغطي بالله عليك انتفاضات وحروباً ثم تقتلك رصاصة في عملية اعتقال - ويالقسوة النعت - روتينية: معلوم توقيتها سلفا. تواترت خواطر أخرى كثيرة: وجدتني أغبط شيرين مهنيا وأتوجع عليها شخصيا: لقد ارتقت شيرين في دنيا الصحافة، صارت أيقونة لن يختلف عليها اثنان. ثم - كعادتهم - صعقني رواد "التواصل الاجتماعي": فقد اختلفوا عليها خلافاً مريراً، عنوانه: هل تجوز على شيرين الرحمة، ي