نفخات كاذبة - من وحي الواقع. بقلم نوران سلام
لا يقض مضجع هناء الا وجهها... إنه وجه من النوع الذي يبدو مسناً منذ الطفولة. شيء ما في شفتيها الرفيعتين، في الهالات الداكنة تحت عينيها، في تجويف الخدين، في خط الفك المتعرج، وفي اجتماع ما فات كله يجعلها تبدو في الستين منذ كانت في العاشرة. إن وضعت الاقدار هناء في طريقك فقد تعاملها في البداية كجدة وقور، لكنك سرعان ما ستوقف هذا العبث. ستألف بمرور الوقت هذه المفارقة البيولوجية. ثم ان جدتك على الارجح لا تطلق مثل هذه الضحكات الرنانة. توقفت هناء عن الشكوى من مأساتها منذ زمن طويل. لكنها لم تتوقف أبدا عن البحث عن حل. وذات يوم وجدته: غابت عن الأنظار برهة ثم عادت وقد انتفخت شفتاها وتورمت وجنتاها. يجمع من رأوا وجه هناء الجديد على أن التأثير صادم: للوهلة الأولى تحس أن شيئاً ما قد اختلف دون أن يختلف حقاً شيء. للوهلة الثانية يصدمك أن هناء تقر بفعلتها بلا لف ولا دوران، بل وتشرح باستفاضة (وبشيء من تفاخر على أمثالك من غير المنفوخين) المفعول الساحر للبوتوكس. في مواجهة كل هذا ربما تفقد أنت القدرة على النطق للحظات لكنك لا تلبث أن تستعيد السيطرة فتبالغ في الاع...