وحيد وحداني حضرتك؟
وحيد؟ وحداني ومقطوع من شجرة؟ محاط بالناس من شروق الشمس إلى غروبها ومع ذلك تشعر بالغربة؟ نعم؟ أغلبنا كذلك. إن لم يكن في هذه اللحظة بالذات، ففي وقت ما.. مضى أو آت. لا؟ أنت محظوظ. وأنت أيضا مشكوك في مصداقيتك. تسأل طبعا ما العمل؟ الأمر يتوقف على نوع الوحدة. فالوحدة يا صديقي أنواع. منها مثلا صنف جائع لا تكفيك - إن داهمك - كل محتويات الثلاجة. سأكون صريحة معك: هذا النوع يتطلب بعض الصرامة. فطعام الدنيا لن يسد الثقب الغائر في روحك. وهناك وحدة جامحة ك فرس عربية. تتملكك فتهيم على وجهك بلا هدف. تتجول في المدينة في أنصاف الليالي. تخرج إلى البلكونة بدون سبب. تذرع غرفة نومك جيئة وذهابا والناس نيام. يصور لك عقلك أنك إن وقفت ساكنا أو - والعياذ بالله جلست - سيتوقف قلبك عن الخفقان. هنا أنصحك بألا تقاوم: استمر حتى تخور قواك. ثم هناك وحدة مسكينة. قليلة الحيلة كطفل حزين. كل ما تريده منك أن تؤرجحها قليلا وستتركك في حالك. ضم ركبتيك إلى صدرك واقبض عليهما بذراعيك وطأطئ رأسك وتأرجح: للخلف وللأمام، للأمام وللخلف. سيهدأ الطفل الحزين وربما ينام. إلى حين. ل...