موتسارت ينتظر في الساحة
(1) دعني اقص عليك ما حدث لي بالامس. كنت جالسة في سيارتي في بقعة هادئة من وسط المدينة المزدحم. نظرت للساعة لاطمئن نفسي أنه لا يزال معي بعض الوقت. اطمئنيت فعلا أنه باق معي - من إجمالي ساعة ونصف - ساعة وثمان وعشرون دقيقة قبل أن يخرج ابني من داخل ذلك المبنى القديم الذي يضم صالة رياضة حديثة. ارتفعت معنوياتي بدرجة ملحوظة: فالكتاب الذي اصطحبته معي شيق ..وموتسارت يبدع من سماعات السيارة، وقد فتحت كل النوافذ ليتسرب لي نسيم الليلة الابريلية الساحرة. بدأ الفصل الثامن من الكتاب بمشاجرة بين كوليت وزوجها البغيض. لم تكن المرة الأولى، لكنها بدت وكأنها ستكون الأخيرة: بمعنى أن تلك الزيجة المضطربة ستنتهي بالطلاق على الأرجح قبل أن اقلب الصفحة.. انتهت الصفحة وكدت أقلبها فعلا وعندئذ لمحته من طرف عيني..ضخم الجثة يتجه نحوي من أقصى ركن في ساحة الانتظار المترامية الأطراف. كان صوت جر قدميه في خفين مهترئين يكاد يكون الصوت الوحيد، اللهم إلا من صوت احتكاك اشياء يحملها لم أتبين ماهيتها، إلا أنها تلمع كلما عكست نور المصباح الوحيد. اخذت أكذب نفسي: فلا يمكن ان يكون هذا الرجل يقصدني أنا. لكنه يقترب حث...