مؤسسة غير قابلة للهجران
لمت هدومها وتركت البيت وقٓبِل، تركها حتى ينطفئ غضبها وتثوب الى رشدها، ساعتها قالت انها تريد الطلاق. لكنه قابل الأمر بالازدراء. هؤلاء النساء! لصنعهن تحتاج للمقادير (المتوفرة والرخيصة) التالية: حفنةْ مزاجية، قبضةْ يد عناد، جوال هرمونات، وللتقديم رشة غباء. سرعان ما توقف الحاحها اليومي (كما توقع) فأيقن انه كان محقا؛ لن تعود فحسب بل ستدرك خطأها وتزحف إليه صاغرة متوسلة الصفح والغفران. ساعتها قد يكون كريما فيقبل حل المشاكل القديمة، أو قد يرتأي انه ليس مضطرا لشيء من هذا.
لكنها الآن عادت على حين غرة تطارده بنفس المطلب: الطلاق. اهتز توازنه، حدد لها الموعد تلو الاخر لكنه لم يذهب ولن يذهب أبدا. لن يدعها تقولها في وجهه. فقد اقنع نفسه تماما ان ما يحدث مجرد دلع أنثوي مفهوم، مقيت ومثير للغثيان نعم، لكنه مفهوم. ففي سوق الرجال هو أروع من ان تطلب امرأة فراقه وتعنيها. ماذا لو علم انه منذ سمع صوتها آخر مرة جد الكثير، اضيف لاسباب طلبها الطلاق سبب جديد، سبب وسيم.. وثري.. وحنون.. وشاريها!
داهمته قيمتها الآن وقد فقدها. انتابته رغبة نادرة في تأمل هذه الحياة التي نحياها. لو كان الزواج مؤسسة و"هي" الموظف ف"هو" المدير المطمئن بغرور، المضطجع بثقة على وسادة وثيرة مليئة بالمال والاستقرار. "هي" لاعب في نادٍ متعجرف شهير. "هي" وزير في حكومة قمعية متغطرسة. توالت على رأسه الأمثلة حتى استدارت عيناه دهشةً ولطمته الحقيقة بلا رحمة: يبدو أنه ليس هناك مؤسسة غير قابلة للهجران.
كالعادة طرح راااااااائع...لكن أرجو أن تجيبي عن هذا السؤال بصراحة ... برغم من أنني أوافقك بالفعل بأنه ليس هنالك مؤسسة غير قابلة للهجران, وبالرغم من أن الكاتب لايسأل عن إشاراته وتضميناته لكنني مع ذلك ساأضع السؤال بين يديك عسى أن تجيبي عنه... سؤالي هو (هل كان للجزيرة منه نصيب..؟) تحياتي وتقديري
ReplyDeleteالقصة جميلة و الأسلوب رائع و فيه يتضح أن الأسلوب قد نضج نضجا كبيرا .. أما مضمون القصة فالإسقاط واضح لمن
ReplyDeleteيعرف بعض الحقائق ، و الحقيقة ان الإسقاط من الممكن أن يطبقه كل مننا على نفسه ، أنا شخصيا شعرت بهذا
المهم أن كل مؤسسة تفهم ده ..لا توجد مؤسسة غير قابلة للهجران
إبنتى الحبيبة نورا أعجبتنى القصة كثيرا كما أُعجِبَ بها كل من قرأها و لقد كتبتها بدبلوماسية واضحة فأدت الهدف المنشود منها تماماً و ربنا يوفقك فيما تكتبينه من أعمالٍ أدبيةٍ رائعة
ReplyDeleteقصة رائعة كُتبت بدبلوماسية رائعة تتميز بها الكاتبة القديرة نوران سلام و فى انتظار المزيد من الإنتاج الأدبي الرائع
ReplyDeleteالأسلوب رائع و القصة للأسف تعكس واقع الكثير من العلاقات خاصة في العالم العربي
ReplyDeleteكل شئ يحتمل فرصة ثانية الا الحب والصدق والثقة غندما تنهار لن تعود ولو متحت ألف فرصة حتى أن عادت يبقى ذلك الاحساس ما بين الشك والخوف
مقطع جميلا يحمل الكثير من الدلالات الحسيّة قد أحسنت الكاتبة إيصالها،.
ReplyDeleteدام هذا الإبداع الناضج أستاذة نوران سلام.