أنشودة الكسل - بقلم نوران سلام
قضي الامر واتخذ القرار
لن يفعل شيئا البتة اليوم
لن يبدل ثيابه، فهو باق في البيت
لن يتحمم. لن يحلق ذقنه ولن يفرّش اسنانه
لن يتحمم. لن يحلق ذقنه ولن يفرّش اسنانه
لن يرد على الهاتف ولو كان مديره يستفسر عن غيابه
لن يفتح الباب لطارق وإن كان أباه
لن يراجع بريده الالكتروني
ولا العادي
لن "يتواصل اجتماعيا" عبر فيسبوك ولا تويتر
على سبيل الاحتياط لن يفتح الكومبيوتر
سيقضّي اربعا وعشرين ساعة دون ان ينبس بكلمة
حقيقية كانت أو افتراضية
سيكون سيد هذا العالم اليوم
ستتأتي السيادة بألا يرغب في شيء
ستدين الدنيا إن لم يحتج لأحد
سيأمر رئتيه ألا تشتاق للنيكوتين
لئلّا يشعل سيجارة
سيأمر رئتيه ألا تشتاق للنيكوتين
لئلّا يشعل سيجارة
لن يطلب المطعم، كي لا يشكر رجل الدليفري
سيأكل الموجود، ولن يغسل الصحن
وان وجد المطبخ خاويا، سيصوم
لن يرهق خلايا مخه
سيرقد على السرير ويحملق في الحائط
سينصت لقطرات الماء تتساقط من صنبور فشل في إصلاحه
سيتحمل الحر في سبيل ان تتابع عيناه أذرع المروحة
تدور وتدور على درجتها الأبطأ
تدور وتدور على درجتها الأبطأ
قد يقرأ كتابا
بشرطين: أن يكون مملا..
وقريبا، يتناوله دون أن ينهض
بشرطين: أن يكون مملا..
وقريبا، يتناوله دون أن ينهض
قد يفتح التلفزيون
لا لمتابعة نشرة اخبار ولا برامج حوارية ولا حمارية
ولا - بكل تأكيد - الدوري الاسباني مسرّع النبض
سيجد حتما مسلسلا مدبلجا يتطلب الحد الأدنى من الوعي
بانتظاره مستقبل عظيم بلا شك
في الغد القريب سيصول ويجول
سيجتهد ويحصّل ارفع الدرجات الجامعية
سيترقّى في الوظائف ويتربّع على القمة
ستقبل عليه الدنيا بالمال والبنون والاصدقاء
..في المستقبل
أما اليوم فهو ليس فاعلا شيئا على الاطلاق
سيفخر به ابوه غدا
وتتباهى امه وسط الجيران
سيبرهن لابن العم انه الاكثر نجاحا وعيالا ومالا وسعادة
سيحسده الحاسدون ويغبطه الغابطون
هذا غدا..
لا اليوم
فهو لن يفعل شيئا البتة اليوم
من خلال تجربة شخصية .. مثل هذا اليوم هو دوماً الخطوة الأولى في مشوارالألف ميل.. تلك الساعات الهادئة الكسولة هي اللحظات التي يجد فيها العقل الباطن فرصة كي يتحدث إلينا بهدوء ويعطينا أسراره دون أن نقاطعه ودون أن نظن أنها مجرد أضغاث أحلام إنسان نائم..
ReplyDeleteاحتاج لمثل هذا اليوم...اريد ان يتوقف تفكيرى عن كل شىء ..اريد 24 ساعه فى لا شىء ....يوم يكسر روتين الحياه ..يوم يكسر العادات اليوميه ..يوم اراحتى
ReplyDeleteجميله اوى القصيدة دى...و لا هى مش قصيدة...نثر...و لا مجموعه اقكار متناثرة
ReplyDeleteبجد حسيت بضيق لما قريت الكلام ده يمكن لان ده يومى المعتاد الى نفسى اخلص منه و اوصل لغدا ده.. محتاج شوية جراءه عشان يجى غدا..ادعولى
ReplyDeleteكلام جميل و احساس بالكسل حلو أوى ... كلما استعدت قرائتها كلما اعهجبت بها أكثر
ReplyDeleteقمة التحرر و الإنعتاق أن نهجر و ننأى بأنفسنا لفترة عن يومياتنا .
ReplyDeleteهي دعوة للهروب و الإنعتاق و لو لفترة وجيزة من أصفاد الروتين اليومي .شكرا ههههههههه سأطبقها ربما غدا
ReplyDeleteاقف لك أستاذه نوران تقديرًا وأحترامًا لهذا العمل الرائع. بص ياريت تستثني يوم الجمعة من الأيام عشان ده يوم الأجازة بعد شغل أسبوع كامل والصراحة صعب الواحد يعمل فيه أي حاجة اللهم إلا صلاة الجمعة..ههههههههه..وبعد يوم الجمعة إن شاء الله هحاول مكنشي كسلان أبدًا، أمال لازم الواحد يكون عزيمة!!
ReplyDelete