Posts

Showing posts from March, 2013

عالم نعيمة

ماتت نعيمة نور الدين. ركلها الحمار في لحظة طيش ولما رآها على الارض في وضع لم يشهده من قبل تحول الطيش الى جنون؛ واصل الركل إلى أن صارت جثة هامدة. مع انطلاق آذان الظهر بدأ الهجوم، وبانتهائه غادرت الروح الجسد وانتهى أمر نعيمة عند ذلك الحد. نزل الستار. انطلقت صافرة النهاية. قل ما شئت من تشبيهات. المهم أن نعيمة ماتت - أي شيء آخر لا يهم. فمثلا: لم يسمعها ابنها الوحيد وهي تتوسل من اجل البقاء على قيد الحياة. توسلت للحمار، للناس، لجدار الساحة، لحصى الارض. لحظتها كانت توسلاتها جزءً جوهرياً من المصيبة. اما الان فهي مجرد تفاصيل في "حادث مؤسف". شهدت الجنازة مشاجرتين الفضل في كلتيهما للجارة عدلات: مرة مع سلفتها التي أهملت نظافة أولادها ما أحرج العائلة كلها في رأي عدلات، ومرة مع أم النور التي لم تعدد على المرحومة ولا بربع قيمة العشرين جنيها التي لهفتها. فتلك التنهدات الباردة واللطمات الرقيقة والعيون الجافة لا تستحق أكثر من خمسة جنيهات. إنها سرقة في وضح النهار. بعد الجنازة التي للاسباب السابقة لم تكن مهيبة، لم يتحدث الزوج الذي أضحى أرملا ولا الابن عما حدث. وكأن نزول فاجعة كهذه كان امر

في بعض الحالات قد يحدث موت

  فوق مفتاح النور يضحك ملء شدقيه، وسيم يتوسط مجموعة من اصدقائه. كل ما في الجملة السابقة مستغرب: أن يضحك، وملء شدقيه، وأن يكون له أصدقاء. كل ما في تلك الجملة لم يدم طويلا اللهم الا الوسامة. مجموعة يقف بعضها ويجلس البعض الاخر في مكان مفتوح في محاولة للانتظام امام الكاميرا باءت بالفشل من فرط مرحهم فقرر المصور أن يلتقط الصورة على هذا الحال. الهواء يعبث بشعر الجميع والأزرار العلوية من القمصان مفتوحة والاكمام مطوية الى الكوع كموضة الستينيات.  بجانب التلفزيون تعزف البيانو. فستانها خليق ببطلة من افلام الابيض والاسود، ابتسامتها واثقة، محسوبة. عيناها تنظران في بؤرة العدسة بتحد. تقولان: لن اشيخ أبدا. ما أجهل الشباب! لم ير أيا منهما ابدا على هذا النحو لأنه لم يكن قد خُلق بعد. بل لم يكونا على الارجح تزوجا أو تقابلا. على جانبي الساعة أيضا: إلى اليمين ها هو الوسيم ثانية، يقذف هذه المرة رضيعا سمينا مندهشا في سماء بدرجات الرمادي يفهم منها ان اليوم كان غائما. وإلى اليسار الواثقة ثانية، تتسلم شهادة التفوق في التوجيهية من ناظرة المدرسة التي علم لاحقا انها شقيقة نجمة مسرح شهيرة من "زمن الفن الجميل&quo