Posts

Showing posts from April, 2013

موتسارت ينتظر في الساحة

(1) دعني اقص عليك ما حدث لي بالامس. كنت جالسة في سيارتي في بقعة هادئة من وسط المدينة المزدحم. نظرت للساعة لاطمئن نفسي أنه لا يزال معي بعض الوقت. اطمئنيت فعلا أنه  باق معي - من إجمالي ساعة ونصف -  ساعة وثمان وعشرون دقيقة قبل أن يخرج ابني من داخل ذلك المبنى القديم الذي يضم صالة رياضة حديثة. ارتفعت معنوياتي بدرجة ملحوظة: فالكتاب الذي اصطحبته معي شيق ..وموتسارت يبدع من سماعات السيارة، وقد فتحت كل النوافذ ليتسرب لي نسيم الليلة الابريلية الساحرة. بدأ الفصل الثامن من الكتاب بمشاجرة بين كوليت وزوجها البغيض. لم تكن المرة الأولى، لكنها بدت وكأنها ستكون الأخيرة: بمعنى أن تلك الزيجة المضطربة ستنتهي بالطلاق على الأرجح قبل أن اقلب الصفحة.. انتهت الصفحة وكدت أقلبها فعلا وعندئذ لمحته من طرف عيني..ضخم الجثة يتجه نحوي من أقصى ركن في ساحة الانتظار المترامية الأطراف. كان صوت جر قدميه في خفين مهترئين يكاد يكون الصوت الوحيد، اللهم إلا من صوت احتكاك اشياء يحملها لم أتبين ماهيتها، إلا أنها تلمع كلما عكست نور المصباح الوحيد. اخذت أكذب نفسي: فلا يمكن ان يكون هذا الرجل يقصدني أنا. لكنه يقترب حثيثا وفي خ

فكر على قدك!

اكتشف انه عندما يفكر في قضايا العالم الكبرى يصاب بالاحباط ويعتريه يقين بأن لا شيء سيصبح أفضل، بل أن كل شيء ينهار: الاحتباس الحراري ..الارهاب ..الفقر ..الجوع ..العنصرية. لا أمل  يمكن ان تتطلع له  في هذه الحياة . الأمر يختلف تماما عندما يفكر في الاشياء الصغيرة، كفتاة قابلها مؤخرا، او الأغنية التي أوشك هو وأفراد فرقته الموسيقية على الانتهاء منها.. او رحلة الجامعة للفيوم الشهر القادم.. عندها تبدو الامور جيدة. لهذا فقد اتخذ لنفسه شعارا: فكر على قدك!

شيء ما..

وهو يهم بالنوم راوده خاطر اخفق في تحديد مصدره. احساس بالذنب.. او بالخزي..أو بشيء اخر تماما اقل وطأة. كشعورك عندما تتذكر موقفا محرجا، او حماقة قلتها جعلت منك اضحوكة. مع عشرات الافكار الاخرى لمعت الذكرى في ذهنه. انطفأت في لحظات لكن بقي معه خجل مبهم من شيء ما. راح الادراك وبقي الشعور. حاول ان يتذكر وكاد.. لكنه كان كمن يقبض بيده على ماء. بدون الذكرى التي لا يعلم حتى ان كانت حقيقة ام خيال كيف له ان يتصالح مع ذاته؟ كيف له ان ينام؟!!