Posts

Showing posts from 2013

ميم صاد راء

كل الاسقام تشفى الا حساسية الوجود على ارض الآخر. اريد ان انظر حولي فاجد اناسا تشبهني كما يقول رشيد نيني. الا اضطر لتبرير "تحشمي الزائد" في بلد ما اليوم ثم تبرير "تحرري الزائد" في بلد آخر غدا (دون ان يتغير في مظهري شيئ). احتاج اكثر من اي شيء لـ (هُنا) لا يتعين علي أن اثبت شرعية وجودي فيه.  *** ذات صباح شتوي في السبعينيات أخذتني قدماي الحافيتان حديثتا العهد بالركض لحد مياه الخليج. لامستهما الامواج بترحاب فجلستُ القرفصاء وباصابع واثقة التقطتُ قوقعة. ألصقتها بشفتيّ فامتزج البحر بريقي. حادثتها بلسان طفولي مبهم ثم وضعتها على أذني. وشوشتني: "أنتِ غريبة هنا.. مهاجرة منذ كان عمرك عاما. أنت وأسرتك أغراب. لستم مثلهم وليسوا مثلكم". لا بأس. ولكن، أين بدأ كل شيء؟ همَسَت: "هناك.. حيث النيل والقمح والشمس". هززت رأسي كأنني أفهم وملئت رئتي بالهواء المالح ثم تنهدت. في الحقيقة لم يعن هذا شيئا حينها. وفي ما تلى من عمر لم أعش في ذلك الهُناك سوى شهور، سنوات متقطعة تحصى على أصابع اليدين. لكن شيئا ما في نفسي تلقف تلك الكلمات كالحقيقة المطلقة. شيئ ما وجدني بين الم

خط ساخن

- الو - شكرا على انتظارك يافندم وآسفين على التأخير في تلقي اتصال حضرتك. انا اسمي جابر وفي خدمتك. أتشرف باسم حضرتك؟ - عبد السميع اسماعيل عبد السميع - أهلا بيك يا مستر عبد السميع. أقدر اساعدك ازاي يا فندم؟ - لو سمحت.. هو احنا ممكن نصلح الغلط بغلط تاني؟ - لا والله يا فندم ما ينفعش - بس الغلط التاني ده شكله حلو قوي. وحاسس انه حل مناسب. وشكله انه المفروض يبقى صح. يعني يخليك تشك في انه غلط اصلا! - ماهو ده يافندم تعريف الغلط. بيبقى مغري حبتين. بس حضرتك عارف في أعماقك انه غلط. وما ينفعش اطلاقا نستخدمه كعلاج للغلط الأولاني. - هو ايه ده اللي ما ينفعش!؟   طب افرض انا عملت كده وخلاص. هيحصل ايه يعني؟ - من حقك طبعا يافندم. وممكن يسفر عن تسلسل احداث رائع يعمل كتاب او فيلم أو مسلسل في رمضان. بس على مستوى حياتك الشخصية هتبقى مأساة يا فندم حضرتك. لو حضرتك فاكر ان اللي انت فيه دلوقتي معاناة حضرتك هتتفاجئ ان اللي انت فيه حاليا ده دلع! المعاناة الحقيقية هتيجي من تركيب غلطة على غلطة تانية. عشان كده يا فندم دايما هنا في الخط الساخن للحمقى بنقول ما ينفعش تصلح الغلط بغلط. اقدر اساعدك في اي

مؤسسة غير قابلة للهجران

لمت هدومها وتركت البيت وقٓبِل، تركها حتى ينطفئ غضبها وتثوب الى رشدها، ساعتها قالت انها تريد الطلاق. لكنه قابل الأمر بالازدراء. هؤلاء النساء! لصنعهن تحتاج للمقادير (المتوفرة والرخيصة) التالية: حفنةْ مزاجية، قبضةْ يد عناد، جوال هرمونات، وللتقديم رشة غباء. سرعان ما توقف الحاحها اليومي (كما توقع) فأيقن انه كان محقا؛ لن تعود فحسب بل ستدرك خطأها وتزحف إليه صاغرة متوسلة الصفح والغفران. ساعتها قد يكون كريما فيقبل حل المشاكل القديمة، أو قد يرتأي انه ليس مضطرا لشيء من هذا. لكنها الآن عادت على حين غرة تطارده بنفس المطلب: الطلاق. اهتز توازنه، حدد لها الموعد تلو الاخر لكنه لم يذهب ولن يذهب أبدا. لن يدعها تقولها في وجهه. فقد اقنع نفسه تماما ان ما يحدث مجرد دلع أنثوي مفهوم، مقيت ومثير للغثيان نعم، لكنه مفهوم. ففي سوق الرجال هو أروع من ان تطلب امرأة فراقه وتعنيها. ماذا لو علم انه منذ سمع صوتها آخر مرة جد الكثير، اضيف لاسباب طلبها الطلاق سبب جديد، سبب وسيم.. وثري.. وحنون.. وشاريها! داهمته قيمتها الآن وقد فقدها. انتابته رغبة نادرة في تأمل هذه الحياة التي نحياها. لو كان الزواج مؤسسة و"هي"

في فعل الكتابة

ماذا يمكن أن يكون فعل الكتابة إلا توارد للخواطر؟ فكّر بها يا من تقرأ هذه السطور. اسمي نوران سلام. أجلس الآن على أريكتي في غرفة المعيشة. على بالي أمور منها ما يسعدني، كيومي العطلة اللذين يبدآن غدا بعد اسبوع شاق، ومنها ما يؤرقني كأن أصاب بنزلة برد في اليومين المرجويّن كما حدث الأسبوع السابق والأسبق. لكن كل هذا - كل بواعث الأمل والألم تتوارى. فأنا في هذه اللحظة في مكان خاص. مكاني الخاص الذي انسحب إليه لممارسة فعل الكتابة. هو ليس بالضرورة مكاناً مادياً (فأنا على الأريكة في غرفة المعيشة كما تعرف). ما أقصده هو مجرد حالة نفسية ووجدانية، لكنني أحب أن أسميها 'مكاني الخاص'. أنت ايضا، يا قارئ كلماتي، في مكانك الخاص الآن، المكان الذي "تستقبل" فيه ما "أرسله" لك من خواطر. إنني أكتب لك وأنا لا أعرفك. أتخير ما أبوح به وما أُسرّه. ربما بذهني شخص او اشخاص أتخيل وقع ما أكتب عليهم. لكنني لا اعلم - حقيقةً - من سيقرأ هذه السطور ولا حتى متى. فالفكرة تسجل كلمة مكتوبة وتظل خالدة. اليوم هو الثامن من يونيو ٢٠١٣ والساعة هي التاسعة مساء. أنت، كم الساعة عندك الآن؟ ما التا

The right word

Outside the door, lurking in the shadows, is a terrorist. Is that the wrong description? Outside that door, taking shelter in the shadows, is a freedom fighter. I haven't got this right . Outside, waiting in the shadows, is a hostile militant. Are words no more than waving, wavering flags? Outside your door, watchful in the shadows, is a guerrilla warrior. God help me. Outside, defying every shadow, stands a martyr. I saw his face. No words can help me now. Just outside the door, lost in shadows, is a child who looks like mine. One word for you. Outside my door, his hand too steady, his eyes too hard, is a boy who looks like your son, too. I open the door. Come in, I say. Come in and eat with us. The child steps in and carefully, at my door, takes off his shoes. Poem by Imtiaz Dharker

الكلمة الصحيحة

خارج الباب، يستتر بالظلام  إرهابي. هل هذا الوصف خاطئ؟ خارج ذاك الباب، يلوذ بالظلام مقاتلٌ من اجل الحرية لم أوفَق في هذا. في الخارج،  ينتظر في الظلام، متشدد يضمر الشر. ماللكلمات وكأنها ليست سوى رايات  ترفرف  مترددة؟ خارج بابك، يقف - حذراً - في الظلام، مقاتلٌ في حرب عصابات. فلتعينني السماء. بالخارج - متحدياً  الظلام - يقف: شهيد. رأيت وجهَهُ بنفسي. لا أجدُ كلماتٍ تساعدني. خارج الباب تماما، يتيهُ في الظلام، طفلٌ يشبه طفلي. لدي كلمةٌ واحدة من أجلك. خارج الباب،  بيدين أكثر ثباتا من اللازم، بعينين أكثر قساوة من اللازم، فتىً يشبه ابنك أيضا. أفتَحُ الباب. أقول: ادخل، ادخل وكل معنا. يدخل الطفل. بحرصٍ يخلع حذاءه، ويتركه عند بابي قصيدة امتياز داركر  -  ترجمة نوران سلام

شقة ستة

-1- محاولة فاشلة لتحضير سندويتش جبن  كانت بدايته عادية ذلك اليوم الذي أتممت فيه عامي الثاني عشر. فكالمعتاد دق جرس المنبه. وككل صباح لم تصح امي، وكدأبي لم أتضايق. امي  ليست من الصنف الصباحي من البشر. ثم أنها ايقنت أنني لن أتناول وجبة الإفطار قبل الخروج الى المدرسة. ارتديت زي المدرسة وانا افكر في الهدية التي سأطلبها من أبي اليوم. سيأخذني مساء لاختار ما اريد بنفسي من المركز التجاري. اخذت أمشط شعري واتخيل رد فعله وأنا أطلب جهاز ووكمان . على الارجح لن يفهم طلبي وسيتعين علي بعض الشرح. فتحت التلفزيون لمشاهدة الرسوم المتحركة (رغم أن مشاهدتها صباحا تصيبك بالغباء طبقا لأمي). عظيم.. إنه بشار! حلقة اليوم تتحدث عمن تفضله تلك النحلة ذات الاسم الذكوري من شخصيات. شخصياته المفضلة وشخصياته الكريهة التي يسميها تأدبا "شخصياتي غير المفضلة". شربت زجاجة كوكاكولا (رغم أن تناولها على معدة فارغة يسبب القرحة طبقا لأبي. الحمد لله أنه يغادر مبكرا للمستشفى). تذكرت بعد رشفتين أن أضع في الزجاجة أقراص النعناع كما نفعل جميعا في المدرسة هذه الايام. وضعت اربعة أق