موتسارت ينتظر في الساحة

(1)

دعني اقص عليك ما حدث لي بالامس. كنت جالسة في سيارتي في بقعة هادئة من وسط المدينة المزدحم. نظرت للساعة لاطمئن نفسي أنه لا يزال معي بعض الوقت. اطمئنيت فعلا أنه باق معي- من إجمالي ساعة ونصف -  ساعة وثمان وعشرون دقيقة قبل أن يخرج ابني من داخل ذلك المبنى القديم الذي يضم صالة رياضة حديثة. ارتفعت معنوياتي بدرجة ملحوظة: فالكتاب الذي اصطحبته معي شيق..وموتسارت يبدع من سماعات السيارة، وقد فتحت كل النوافذ ليتسرب لي نسيم الليلة الابريلية الساحرة.
بدأ الفصل الثامن من الكتاب بمشاجرة بين كوليت وزوجها البغيض. لم تكن المرة الأولى، لكنها بدت وكأنها ستكون الأخيرة: بمعنى أن تلك الزيجة المضطربة ستنتهي بالطلاق على الأرجح قبل أن اقلب الصفحة.. انتهت الصفحة وكدت أقلبها فعلا وعندئذ لمحته من طرف عيني..ضخم الجثة يتجه نحوي من أقصى ركن في ساحة الانتظار المترامية الأطراف. كان صوت جر قدميه في خفين مهترئين يكاد يكون الصوت الوحيد، اللهم إلا من صوت احتكاك اشياء يحملها لم أتبين ماهيتها، إلا أنها تلمع كلما عكست نور المصباح الوحيد. اخذت أكذب نفسي: فلا يمكن ان يكون هذا الرجل يقصدني أنا. لكنه يقترب حثيثا وفي خط مستقيم سينتهي به لا محالة عند نافذتي بالضبط. ها هو يتجاوز السيارات القليلة المتناثرة الواحدة تلو الأخرى، ويقترب. اخيرا لم يصبح ثمة مجال لأي شك. عندما اصبح على بعد خطوات قليلة مني اضطررت لخفض الكتاب من أمام عيني ونظرت إليه: مظهره الرث ووجهه غير الحليق المغطى بطبقة متساوية تماما من العرق (وكأنها اغتسل بالزيت لتوه)، جلبابه الوسخ الذي كان أبيض في يوم ما، كل هذا لم يعنيني البتة. فالرجل يحمل سكينين كبيرين كسكاكين القصاب. ثم إن تحت إبطه شيئا آخر أضخم. فأس ربما..أو سيف.

--------------------------------
(2)

يقال دائما إنك لا تعرف مدى قوتك/سرعة تصرفك/جرأتك إلا عندما تتعرض لمواقف كالتي تقرأ عنها في الروايات او تشاهدها في الافلام. هل تحب أن تعرف ما حدث معي؟ حسنا، حالة التسمر التي داهمتني وأنا أشاهده يقترب لم تدم. لا أدري كم استمرت تلك الحالة - لن أكذب عليك، كل ما أعرفه أن الفضل في نهايتها كان للرائحة التي وصلت أنفي وأيقظت كما يبدو مركز إدراك الخطر من سباته العميق. مزيج من العرق والدخان وشيء آخر يصعب تحديده، قد تكون رائحة الشر الخالص. عندما استيقظ مخي (أخيرا) أعلن الدرجة البرتقالية من الخطر كما يسميها المتخصصون. بناء عليه فعلت أطرافي ما يلي دون تدخل - واعٍ على الأقل - مني: أغلقت يسراي النوافذ واوصدت يمناي الابواب واجتمعتا مع قدماي لادارة المحرك - كل هذا في اقل من ثانية.
نظرة الاندهاش على وجهه كانت تستحق ان تسجل وانا اتحرك بالسيارة، ليس يمينا في اتجاه بوابة الخروج بل يسارا، حيث يقف هو. كسيارة فرملت فجأة أخذ يترنح بعنف وكأنه يجد موطئا لقدمه وسط زلزال. انطلقتُ صوبه بأقصى سرعة وبدوره انطلق هاربا واضعا طرف جلبابه بين اسنانه. سقط منه الفأس/السيف لكنه لم يكترث. واصل الركض في دوائر، وواصلتُ على أنغام موتسارت تعقبه كصياد يريد أن يحشر فأرا في زاوية. ظللنا على تلك الحال إلى أن خرج ابني (يا إلهي..ساعة وثمان وعشرون دقيقة بحالها!؟). كان الفأر قد سقط قبل ذلك بثوان منهكا في ركن مظلم من الساحة. وكنت قد أوقفت السيارة ، مترددة في شأنه، أأعفو عنه أم أدهسه؟ بالتالي لما خرج الولد لم يلحظ شيئا خارج المألوف. ركب إلى جانبي. "شكرا على انتظاري. هل شعرتِ بالملل؟". كم هو رقيق. "لا حبيبي. لم أشعر بالملل للحظة واحدة".

------------------------------
(3)

في الحقيقة لم يكن هذا ما حدث بالضبط. قبل أن تلومني على اطلاق العنان لخيالي (أو على كذبي بعبارة اخرى) اسأل نفسك: من منا يضيع فرصة كهذه لتصوير نفسه كبطل الابطال؟ تقصد أنك أبدا لم تبالغ قليلا في مدح نفسك؟ أبدا؟ ولا مرة؟ على كلٍ دعني على سبيل الاعتذار أروي لك ما حدث فعلا. هاك النسخة الحقيقية: من الواقع.. رأسا إليك.
عندما اقترب من سيارتي ذلك الشخص الذي كان عقلي يصفه بحارس الساحة تارة وبالسفاح تارة أخرى تجمدت اطرافي. انخفضت درجة حرارة جسمي، أخذت أرتجف وأعرق في نفس الوقت مع ان العرضين متناقضان فسيولوجيا في الظروف الطبيعية. 
"ما رأيكِ فيما تفعل كوليت"
قالها كعبارة مثبتة، لا كسؤال. رغم ذلك أجبته بصوت مرتعش:
"نعم؟"
أشار بسكينه للكتاب الذي كانت يداي تتشبثان به وكأنه درع واق من الرصاص وقال: "كوليت.."
أجبته وأنا أنظر للسكين، وكأنها هي من ألقت السؤال: "حضرتك قرأت الكتاب؟"
أدبي الجم كاد أن يثير ضحكي أنا شخصيا لولا نصل السكين الذي كان أقرب لعنقي من اللازم. اما هو فقد أطلق فعلا ضحكة سوقية ثم قال: "أنا لا أقرأ. أنا زوجها. وأقسم بالله إن لم تصلح حالها سأذبحها. وقبل ذلك سأكسر رأسها. إنها لا تكف عن معايرتي بما في وما ليس في. العانس العرجاء التي لا تحمد لي أن منحتها اسمي".
في تلك اللحظة صمتت الموسيقى، ليس هذا تعبيرا بلاغيا عما شعرت به من خوف. ولا كان تضامنا من موتسارت معي، بل صمتت الموسيقى لانها انتهت فعلا. كان للصمت اثره ان افقت من الذهول الرهابي وانطلقت غريزة البقاء تتصرف تلقائيا. اغلقت يدي اليسرى النافذة ثم بالمرة اوصَدَت ابواب السيارة مركزيا. اما اليمنى فاطاحت بالكتاب جانبا. ثم شرعت يداي وقدماي تعملان ولم ادر بنفسي الا وقد انطلقت بالسيارة. اخذت أقود وأقود الى ان وصلت للبيت لا افكر في شيء الا في ابني المسكين وما ينتظره.

-----------------------------
(4)

سامحتَني مرة. والسؤال هل لك أن تسامحني مرتين؟ 
القصة باختصار أن كل ما سبق لم يحدث. أنت غاضب الآن، أعلم هذا. ولكن ألا يعني لك اعترافي هذا أي شيئ؟ يعني الكثير بكل تأكيد! يعني مثلا أنني شجاعة ..أو صريحة.. أو أي من تلك الصفات الحميدة.
سواء سامحتني أم لا فمن حقك علي وقد صمدت تقرأ إلى هنا أن تعرف الحقيقة. 
عندما اقترب الحارس/السفاح/الفأر، سمه كيفما شئت دار بيننا الحوار التالي:
"أفندن (هكذا قالها)...أساعدك في حاجة؟"
"أنا مستنية ابني"
"ابنك؟! هو بيعمل ايه جوه؟"
تجنبت عمدا النظر لأسلحته البيضاء كي لا يظنني خائفة. اقتربت صوب النافذة أكثر وقلت: "انت مين وبتسأل ليه؟"
" انا الحارس هنا. واي سيارة غريبة لازم اعرف موجودة ليه"
"السيارة دي بقى مش غريبة. السيارة دي بتيجي هنا تلات مرات في الاسبوع بقالها شهور، انا اللي عمري ما شفتك قبل كده"
"بس انا ما..."
"مافيش بس ولاغيره. اتفضل ورينا عرض كتافك وابقى شوف شغلك كويس".
 بمجرد أن انتهيت من الحديث خفضت وجهي نحو الكتاب (وقد عدلت ملامحي بحيث أبدو صارمة..متماسكة). بيمناي رفعت صوت الموسيقى للحد الأقصى (عسى أن تغطي على دقات قلبي). وبيسراي أغلقت النوافذ وفتحت المكيف. أما هو فوقف برهة ينظر إلي حانقا، ثم دار على عقبيه وذهب.
مضيت أقرأ. ومضى موتسارت يبدع. ومضيت أنا وموتسارت ننتظر في الساحة.

تمت



Comments

  1. لا ليس ذلك ما حدث تماما. يا له من تكنيك مدهش..كان يمكن لهذا السرد ان يغوص أكثر في متاهة الحكي..لأن لا يقينية ما حدث تماما تفتح آلاف الاحتمالات لما يمكن ان يحدث. في مبرامارا ليس ثم حقيقة واحدة لما حدث تماما. فالحقائق تتعدد بتعدد زوايا النظر. بالمناسبة ماذا حدث لكوليت؟ لكم اشفق على ضيوفك على الشاشة وانت تسألينهم بمكر قصصي: سيد فلان هل يمكن ان تخبرنا ما الذي حدث بالضبط؟ ولا يعلم سيد فلان وقد فرغ من تقديم روايته للحقبقة الصماءان غواية القص لديك تقول بسخرية صامتة شكرا جزيلا لكن ليس ذلك ما حدث تما

    ReplyDelete
  2. للأسف نعيش هذا الواقع المرير الآن في مصرنا المحروسة اصبح لكل شبر علي الأرض اشخاص يدعون ملكيتهم للملكية العامة وهي ببساطة الشوارع شخص يظهر لحظة فتحك باب السيارة ليقدم بعض النصائح الاجبارية المضللة والتي عادة تنتهي ببعض الخدوش وربما اكثر من ذلك ليحصل علي مالك بدون وجه حق او خدمة قدمها لكي وكان زمان يمسح زجاج السيارة مسحه هيكليه لكن حتي هذه المسحة لم تعد في الامكان الان

    ReplyDelete
  3. تعليق من حيدر البطاط

    وران: احد اهم مواهب القاص او الروائي القدرة على اختطاف التفاصيل بلهف ولهث متواصل يجعل القارئ يرتبك حتى في التقاط الانفاس، الكلمة عند هذا النوع من السرد القصصي تقترب كثيرا من انفعال وقوة تأثير ووقع المفردة الشعرية، وقد تلمست هذا واضحا في القطعة الاخيرة.
    اعتقد ان سمات صاحب الرواية، الى جانب التركيز على التفصيل ولملمة الضائع وغير الواضح من التفاصيل، ان يكون صاحب نسيج سردي متصاعد بنسق درامي وايقاع مدروس ومستهدف، وهذا ايضا تلمسته منك في هذه القطعة وغيرها.
    انت تعلمين انني ناقد قاس بعض الشيء والسبب انني لا اجد اي جدوى في مجاملة اصدقائي عندما يكتبون، لانني لو فعلت لكنت ساومت على صداقتي معهم، ولهذا اقول لك ان القطعة ينقصها القالب، تحتاج الى تشامل (من شمولية)وتحتاج الى قرار، لانها كما القطعة الموسيقية، في عالي الجواب، اقصد انها اعلى السلم الموسيقي سرديا.
    عدا هذا ما زلت على ثقة من انك مشروع روائية ممتازة، وارى انك قريبا ستحتفلين بأول اعمالك الروائية.. وكما كنا نقول في السابق: اكتبي لنفسك، ولنفسك فقط، عندئذ ستتمكنين من الامساك بالظل وتذوق الاصوات والعبث باللون، واخيرا القبض على الجمر.. تحياتي

    ReplyDelete
  4. تعليق صلاح زكي

    موتسارات ينتطر في الساحة ، والأديب يمعناه الابداعي ينتظر أيضا .... أما الشجاعة والثقة في النفس هي الحاضر بقوة في المشهد .... والحكاية باختصار يمكن تقسيمها الى أقسام ثلاثة ، أولها التمهيد ، وهي وصف الحالة السابقة للمواجهة ، ثم ثانيا ، التخيل يحيث ينبغي أن يكون ، اما ثالث الآفاق ، فهو الخقيقة كما حدثت ، والختام يأتي مع العودة دون انتظار الابن حيث ينتهي من حصيه الرياضية ... هكذا تبدو الصورة ، مزيج من الواقع الممزوج بجناحي الابداع ( الرواية والموسيقى وصاخبها موتسارات ) ولم يكن ينقص الموقف والمشهد سوى صورة بديعة رسمها فنان بمكانة بيكاسو أو سيف وأدهم وانلي أو صلاح طاهر ، وجميعهم كما تلاحظون أبناء المدرسة التي مزجت في مراحلها المختلفة بين التجريدي والواقعي !!! على هذا النحو يبدو النص المكتوب ، فقد جمع بشكل جميل جمال اللغة وحسن السرد ، ولنقف قليلا عند المحاور الرئيسية للنص ، فالتمهيد هو عرض للمسرح دون تجريد ، أما المواجهة فهي التخيل ، والتي يطلق عليها بعض علماء النفس بما يسمى ( التخيل الافتراضي أو الاسترجاعي ) والتي تشملنا جميعنا ، حيث نتخيل أننا في موقف ما قمنا بالرد على شخص واجهنا ، فقلت له " كذا وكذا وكذا ؟؟؟ " وفي الحقيقة لم أقل له أي شئ ، فهو تخيل افتراضي بسلوك مسلك الابطال أو الشجعان ، تخيل افتراضي يمكن أن يسمى تعويضا عن الوقوع في فعل ما وكان ردي ومواجهتي هي هذا الرد ... والحقيقة المفترضة تلك لم تحدث ، فقد بدت بطلة القصة ( مفترية وجبارة وتملك من المهارة والشجاعة في مطاردة الفريسة ما يعجز عنه أشد الرجال ،خيال افتراضي تم تجسيده بقوة وهارة قصصية ، حتى خيل الي أن ذلك صعب أن يحدث ، ومع افتراض حدوثه فقد استبعدته على افتراض أنني أعرف الكثير عن شخصية البطلة .... لكن البطلة لم تتركني كثيرا أعيش في عامها الافتراضي ، فقد عادت الى طبيعتها ، الواثقة من نفسها ، والقادرة على مواجهة الموقف المفاجئ
    دون عنف حقيقي أو مفترض ، فقد استخدمت كل ماتملكه من مهارة الكلمة ، مستبعدة في نفس الوقت ما يثير في داخلها الخوف ، واضحة قي كلماتها ، ثم تحولها الى موقف الهجوم اللفظي على القادم الغريب والمخيف !!!! ثم عادت تستجمع شجاعتها التي بدت في لحظة في موضع اختيار عنيف ومفاجئ ... عادت الى موسيقى موتسارت ، واستكمال القراءة في رواية بدأتها ولم تستكمل صفحاتها ، وقبل كل شئ جلست تنتظر الابن الحبيب لتعود به الى بيته ، غير أنها ، ويبدو ذلك مفترضا من عندي أنها لم تطلع ابنها على ما حدث حتى لا تشعره بأنها تكبدت من المشاق والمخاطر من أجله .... اعتقد أن ذلك حدث ، واعنقد أيضا أنها عاشت دقائق استرجاعية ، أعادت خلالها وقائع ماجرى ، فزادت ثقة بالنفس واعتزازا بنتائج مواجهة لم تكن في الحسبان ، وكان موتسارت حاضرا حتى ساعة الوصول الى البيت بعد دقائق من القلق العصيب ، فقد تكفلت موسيقاه في مسح كل قلق ...... / صلاح زكي أحمد

    ReplyDelete
  5. تعليق هالة حبيب

    دائما الوم نفسى على ردود افعالى تجاه بعض المواقف والجأ الى احلام اليقظة واتخيل الموقف مرة اخرى واقوم بردود الافعال التى كنت اتمناها من نفسى .احيانا الاحلام تكون لذيذة ولكن عندما قرأت قصتك الرائعة جعلتينى اكتشف ان الواقع الذ واقوى بكثير .بعد انتهائى من قراتها تسالت اى رد فعل قمتى به كان اقوى واشجع اكتشفت ان الواقع وما فعلتيه فيه كان اقوى ويدل على شجاعة وثقة بالنفس وعدم خوف من الغامض او المجهول .أحسد اولادك على ان لهم ام مثلك.أحسد نفسى انى من احدى مدمنات كتاباتك .لديكى قدرة على السرد والحكى فى منتهى الحرفية ومن لهم مزايا كتاباتك تدركى متى بالظبط تتركى القارىء وهو فى مرحلة الذروة .وفقكى الله وحماكى
    هاله حبيب

    ReplyDelete
  6. لن أستطيع نقد القصة النقد الفنى كما فعل من سبقونى و لكنها فعلا قصة رائعة أو فلنقل رواية رائعة ومن أهم أسباب هذه الروعة انها حدثت بالفعل أما رد الفعل الذى تم تقديمه للقارئ بطريقة مشوقة و مثيرة فهو الذى تلاعب بنا نحن القراء فكلما تخيلنا " الله هى عملت كدة بجد " نجد الموقف تغير لتصرف آخر يجعلنى أنا شخصيا أقول "آيوة طبعا التصرف كدة أحسن" حتى ناتى للتصرف الأخير الحقيقي و بصراحة مش عارفة لو كنت أنا فى هذا الموقف كيف سيكون التصرف؟؟

    ReplyDelete
  7. دعيني فقط أتجاوز إعتباطا روعة الرواية وهي رواية بالتأكيد وليست قصة وروعة المهارة السردية وتنويع السيناريوهات فيها لأن ذلك ببساطة هو أمرُ مفروغً منه تماماً,ودعيني أقفز نحو أمر آخر,لاشك ولاريب أن كل سيناريو من السيناريوهات التي ذكرهتا له نصيبه من الواقعية والمنطقية وإمكانية الحدوث لكن (وعلى الطريقة النورانية في السؤال ) إن صح التعبير (هل تحبون أن تعرفوا ماهو السيناريو الأشد غرابة والأقل منطقية..؟) بالتأكيد لاشك أنه السيناريو الذي تقول فيه نوران الأم المصرية الأصيلة (( انطلقت بالسيارة. اخذت أقود وأقود الى ان وصلت للبيت لا افكر في شيء الا في ابني المسكين وما ينتظره.)) نعم نعم لاشك أن هذا السيناريو هو الأقل منطقية وعقلانية رغم أنه وياللغرابة يمتلك من المنطقية والعقلانية القدر الكافي لتصديق حدوثه لولا أنه أصطدم بوجود تلك الأم المصرية الأصيلة وقد كانت اليوم (نوران) والتي يسقط مع تواجدها كل منطق وكل عقل ويصبح الفعل الأشد غرابة هو الفعل الأكثر منطقيةً وعقلانيةً فليس غريباً أن تدوس نوران البنزين سعياً وراء دهس ذلك الرجل المتبلطج هيئةً ومضموناً دون أن تترك إبنها خلفها لائذةً بالفرار لكن الغريب حقاً هو أن تدوس نوران البنزين فارة من ذلك المتبلطج وتاركة فلذها الصغير أسيراً لغياهب مصيره المجهول لتنجو بجلدها دونه (( ليس لشيء ولكن لأن هذه هي منطقية الأم المصرية الأصيلة)) ولاشك أنك لو قرأت الرواية الحقيقية إنتهاءاً لعلمت أن من إنتصر أخيراً هو منطقية الأم المصرية الأصيلة (( نوران )) .... تحياتي

    عبدالرحمن عليوة

    ReplyDelete
  8. كل الشكر لنانسي حواس التي لفتتني لان القصة كما حدثت في الواقع جديرة بأن تكتب مع شيء من خيال

    ReplyDelete
  9. قصة جميلة

    ReplyDelete

Post a Comment

أسعد بتعليقاتكم

Popular posts from this blog

قواعد اللعبة

أنشودة الكسل - بقلم نوران سلام

في فعل الكتابة