معرفة

طالعني في المرآة وجه جديد. لقد مُنحتُ وجها جديدا ومجانا بلا بوتوكس. امتلأت التجاعيد وشحبت بقع الكبد السوداء واستقام خط الفك كالوتر المشدود. لكن هذا ليس كل شيء؛ ففي وجهي معرفة لم تكن موجودة من قبل. في عينيّ ومضة فهم تشي بمستوى أعلى من الادراك. وكأن غموضا ما قد انقشع.
يليق بي وجهي الجديد. هذه ملامحي بعد أن أشرقت داخلي حقيقة لا أدري كنهها بالضبط، ولكنني أعلم الآن أن مفاهيم باطلة كثيرة عشت عمري أصدقها بداهة ثبت خطؤها. فمثلا:
من قال ان الخروج عن النص مشكلة؟ ها أنا ذا قد خرجت وأفلتّ!
ثم وهو الأهم!
من قال ان الخرافة وهم؟ أن الاسطورة خيال؟ أن الخزعبلات إفك يفترى؟ 
لم لا يكون هناك واقع آخر، واقع موازٍ متوارٍ خلف حجاب رقيق، لا يتراءى لنا الا لو انكشف عن أبصارنا غطاؤها. قد يولد معظمنا ويموت دون أن يتحقق لهم ذلك، لكن هذا لا يهم، فالواقع مثبت وحقيقي وعجزنا عن ابصاره لا ينال من مصداقيته. اذا سقطت شجرة في جزيرة معزولة لم ولن يطأها بشر فأحدث ارتطامها دويا هائلا لم يسمعه أحد وتزلزت الأرض بذبذبات مخيفة لم يحسها أحد، هل ينفي ذلك سقوط الشجرة؟
تراقصت في رأسي وجوه بعض ممن أعرف بلا ترتيب منطقي.. كيف ستتغير ملامحهم ان انكشف عنهم هم أيضا الغطاء؟ ماذا ستقول نظراتهم؟

Comments

  1. اين لي بمثل هذه المعرفة؟#بجد

    ReplyDelete

Post a Comment

أسعد بتعليقاتكم

Popular posts from this blog

أنشودة الكسل - بقلم نوران سلام

في فعل الكتابة

شيرين أبو عاقلة - بأي ذنب قُتلت؟